خلال ندوة في جنيف ناقشت دور البرلمانات في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بشأن المياه

الشعبة البرلمانية الإماراتية تعرض تجربة الإمارات الفريدة في حل مشكلة المياه محلياً وعالمياً

سعادة علي جاسم: المجلس الوطني على استعداد لدراسة موضوع فكرة الشبكة البرلمانية للمياه

شاركت الشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي في اجتماع لجنة مسائل الشرق الأوسط إحدى اللجان الدائمة للاتحاد البرلماني الدولي، الذي عقدت في جنيف خلال الفترة 6-7 يوليو 2017م، وناقشت سبل تعزيز دور البرلمانات في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بشأن المياه.

ومثل الشعبة البرلمانية الإماراتية في الاجتماع سعادة علي جاسم عضو المجلس الوطني الاتحادي رئيس مجموعة الاتحاد البرلمان الدولي، حيث تم عقد ندوة الطاولة المستديرة الثانية خلال الاجتماع التي ناقشت دور البرلمانات في السعي لتحقيق تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والتحديات المتعلقة بالمياه على المستوى العالمي والمنطقة العربية، ونتائج ضعف تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بشأن المياه، والوضع الراهن للمياه في العالم، ومقترحات لتعزيز جهود البرلمانيين في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بشأن المياه.

وساهمت الشعبة البرلمانية من خلال مشاركتها في الندوة في طرح أفكار جديدة ووضع آراء خلال جلسات الندوة أشاد بها المشاركون والمحاضرون، وأكدت الشعبة البرلمانية خلال الندوة أن المجلس الوطني الاتحادي على استعداد بدراسة موضوع فكرة الشبكة البرلمانية للمياه التي طرحت خلال الندوة، حال توفر معلومات عن ميزانيتها على أن ترسل الأمانة العامة للاتحاد البرلماني الدولي رسائل إلى كافة الأعضاء المشاركين بميزانية هذه الشبكة ويتم دراسة المقترح ومن ثم الموافقة عليه من قبل البرلمانات.

وتفصيلا، قال سعادة علي جاسم إن الشعبة البرلمانية قدمت في مداخلتها حول "دور البرلمانات في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بشأن المياه"، العديد من التوصيات والاستراتيجيات التي ستساهم في وضع ضوابط استخدام المياه ومعالجة المشاكل القائمة التي زادت من تأثير شح المياه على الإنسان والبيئة في أغلب مناطق العالم.

وأشار سعادته خلال عرض تجربة الإمارات الفريدة في مجال المياه، خلال الندوة إلى أن دولة الإمارات أجرت الكثير من المشاريع منها مشروع (سقيا الإمارات) الذي نفذ في العديد من البلدان، وغطى أكثر من 8 ملايين شخص في 19 دولة وذلك حتى شهر إبريل 2016، وتعتبر المؤسسة من ضمن مبادرات دولة الإمارات لمعالجة مشكلة شح المياه وعدم نظافتها بالعديد من الدول، وطرحت جائزة عالمية بقيمة مليون دولار لإيجاد حلول دائمة لمشكلة شح المياه في العالم ولإجراء بحوث لدعم انتاج المياه النظيفة باستخدام الطاقة الشمسية. 

كما أطلقت الإمارات فكرة "القمة العالمية للمياه" رعاية من شركة "مصدر" والتي تناقش سنوياً مختلف التحديات والحلول، بالإضافة إلى اصدار العديد من التشريعات المنظمة والمرتبطة بموضوع المياه من الناحية الاقتصادية من خلال إنتاج المياه وتصديرها ووضع ضوابط لتصديرها للخارج، كما نفذت دولة الإمارات تجارب لتطوير الاسلوب الزراعي وفق البيئة المناسبة التي تتميز بها دولة الإمارات، بالإضافة إلى إنشاء سدود كبيرة لتخزين المياه الجوفية من الأمطار، واستخدام التقنية باستمطار السحب بالصيف.

وأشار سعادته إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة أيضاً من الدول الرائدة التي تستخدم الطاقة النووية السلمية لإنتاج الكهرباء وتملك مفاعلات نووية سلمية لإنتاج الطاقة الكهربائية لاستخدامها في مشاريع كثيرة ومتعددة، وايضا نستخدم الخبرات في المراكز البحثية أو المراكز المختصة لتبني مبادرات في إطار المياه ودراسة العوامل التي من شأنها المساهمة في حل هذه المشكلة.

وتضمنت الندوة أيضا العديد من الجلسات تناولت العلم كوسيلة لجمع الأمم، ودور البرلمان والبرلمانيين في تحقيق الهدف السادس من اهداف التنمية، وحقوق الانسان في المياه والصرف الصحي واهداف التنمية المستدامة، وعدم التمييز بين البشر والالتزام المتجدد بتنفيذ حقوق الإنسان في الحصول على المياه والصرف الصحي، والتقنيات والسياسات واللوائح المتعلقة بإعادة استخدام المياه العادمة. 

وتعقيبا على جلسات الندوة كانت هناك مداخلات لسعادة علي جاسم عضو المجلس الوطني الاتحادي، دعا فيها إلى إنشاء مراكز علمية في العديد من الدول وتدعيمها بالعلماء والخبراء، بالإضافة إلى الدعم المادي لدعم جهودها في مجال البحوث والدراسات، وتدريب الكوادر الوطنية في البلد المضيف للمراكز، مؤكداً ضرورة اعادة النظر في رسم السياسات التعليمية في الدول بما يتوافق مع التعليم الحديث لخدمة استراتيجيات الدول وتطلعاتها المستقبلية.

كما دعا سعادة علي جاسم إلى مساهمة البرلمانات في تطوير التشريعات الوطنية ودعم المبادرات في إطار المياه، والاستفادة القصوى من مصادر المياه والمحافظة عليها وانتهاج سياسات تعزز هذا الاهتمام، وعقد اتفاقيات تحفظ استدامة جريان الأنهار العابرة للدول والاستفادة منها في المجالات الاقتصادية والزراعية، والاستفادة من المصبات النهائية لها، وذلك وفق الاتفاقيات التشريعية والدولية في هذا الإطار.

وأكد سعادة علي جاسم عضو المجلس الوطني الاتحادي خلال مداخلاته ضرورة تناول تجارب ومبادرات العديد من الدول في مجال المياه والتي اعتبرها نماذج ومثال حي لحل مشكلة نقص المياه.

كما أكد سعادته ضرورة تبادل المعلومات وتمويل مشاريع المياه، داعيا سعادته إلى دراسة موضوع المياه دراسة علمية من ناحية إنسانية وبيئية، وأن تكون للدبلوماسية البرلمانية دور في مختلف المجالات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية والتنموية. 

وطالب سعادته الاتحاد البرلماني الدولي بتوجيه رسائل للبرلمانات الأعضاء لدعم وتبني فكرة إنشاء الشبكة البرلمانية للمياه التي تتلخص أهدافها في تحسين إدارة المياه في الشرق الأوسط من خلال التعاون بين الدول، وبيان التكلفة التقديرية ليتم تبني الفكرة ودعم المبادرة، داعيا إلى جمع المعلومات الخاصة بالمحتوى العام للشبكة حتى تكون مراحل تنفيذ المشروع مكتملة.

 -انتهى-