أحداث

الحدث:

عزة سليمان: استراتيجية المجلس الوطني الاتحادي البرلمانية تستشرف المستقبل وتستهدف تقديم أفضل أداء برلماني

الموضوع :

أكدت سعادة عزة سليمان بن سليمان عضو المجلس الوطني الاتحادي أن استراتيجية المجلس البرلمانية للأعوام 2016-2021م التي تم مناقشة ووضع أهدافها ومبادراتها في الملتقى البرلماني الأول الذي عقده المجلس تحت عنوان "استشراف المستقبل"، ترتكز على خطاب التمكين السياسي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" عام 2005 ورؤية الإمارات 2021 والسياسة العامة للدولة وتطلعات وطموحات القيادة الرشيدة وشعب دولة الإمارات، وتستهدف تقديم أفضل أداء برلماني ضمن ممارسة المجلس اختصاصاته التشريعية والرقابية والدبلوماسية البرلمانية.

التاريخ:

24/04/2017

التفاصيل :

أكدت سعادة عزة سليمان بن سليمان عضو المجلس الوطني الاتحادي أن استراتيجية المجلس البرلمانية للأعوام 2016-2021م التي تم مناقشة ووضع أهدافها ومبادراتها في الملتقى البرلماني الأول الذي عقده المجلس تحت عنوان "استشراف المستقبل"، ترتكز على خطاب التمكين السياسي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" عام 2005 ورؤية الإمارات 2021 والسياسة العامة للدولة وتطلعات وطموحات القيادة الرشيدة وشعب دولة الإمارات، وتستهدف تقديم أفضل أداء برلماني ضمن ممارسة المجلس اختصاصاته التشريعية والرقابية والدبلوماسية البرلمانية. 
جاء ذلك في ورقة عمل ألقتها سعادة عزة سليمان بعنوان "استشراف المستقبل في العمل البرلماني" في المؤتمر السنوي الرابع لجمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي "استشراف المستقبل وتحقيق الرفاهية نحو 2050" الذي نظمته اليوم 24 أبريل 2017م جمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي في قاعة زايد بمقر المجلس الوطني الاتحادي في أبوظبي، بحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومعالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وعدد من سعادة أعضاء المجلس، بالإضافة إلى جمع غفير من أصحاب المعالي والسعادة وكبار قيادات الشرطة والمختصين والإعلاميين.
وقالت سعادة عزة سليمان إن الملتقى البرلماني الأول الذي عقده المجلس في شهر يناير 2016  تزامن مع تغيير الإمارات لمفهوم العمل الحكومي وإطلاق حكومة المستقبل في فبراير 2016 واستحداث وزارات للمستقبل والسعادة والتسامح والشباب، وهو توقيت مثالي جعل الاستراتيجية البرلمانية التي أطلقت بعد نحو 9 أشهر من تشكيل حكومة المستقبل تعالج المتطلبات المستقبلية لمسيرة المجلس الوطني.
وأكدت الاستراتيجية البرلمانية للأعوام 2016-2021 تضمنت مجموعة من المبادرات من أهمها دعم البرامج والمبادرات الحكومية لتعزيز المواطنة الصالحة، وتنفيذ برامج وحلقات نقاشية تدعم مرتكزات الوحدة الوطنية، وتطوير منهجيات حديثة لدراسة ومناقشة مشروعات القوانين، وإعداد وتفعيل آلية للمقارنات المعيارية في مجال التشريعات. بالإضافة إلى إعداد وتطبيق الخطة الرقابية البرلمانية، وتطوير آليات مبتكرة لدعم فاعلية ممارسة الوسائل الرقابية للمجلس، ووضع وتنفيذ منهجية متكاملة لمتابعة توصيات المجلس، وبناء شراكات فاعلة مع الجهات ذات العلاقة، وذلك بهدف تبادل المعلومات والمعرفة، ووضع وتطبيق نظام متكامل للجان الصداقة البرلمانية، واستضافة الفعاليات البرلمانية الدولية".
وأفادت أن استراتيجية المجلس البرلمانية للأعوام 2016-2021م هي الأولى من نوعها وتعد نموذجا للعمل البرلماني المتوازن الحكيم الذي يقدم كل ما هو أفضل لإسعاد شعب الإمارات ودعم توجهات القيادة الحكيمة في تحقيق مصلحة الوطن والمواطن وتعزيز مكانة الدولة عالميا. وأهم ثمار الاستراتيجية هي قدرة قيادة المجلس على التخطيط الاستراتيجي بما ينسجم مع طموح القيادة والمساهمة الفعالة في تحقيق رؤية الإمارات 2021 من خلال أدوار المجلس المختلفة وأدواته المتنوعة. وأبرز ما يميز الاستراتيجية أنه تمت صياغتها في هذه المرحلة الحاسمة في حياة الإمارات التي شهدت تشكيل حكومة المستقبل، لذا فإن عناصر هذه الاستراتيجية صممت لتلبي احتياجات المستقبل وإثراء آلية عمل المجلس لتحقيق ذلك، ونتطلع عبرها إلى أن نُسهم في ترجمة الاستراتيجية على الأرض من خلال سعينا الدائم لتطوير أدائنا البرلماني وفق أفضل الممارسات العالمية".
وأضافت لقد احتفل المجلس في شهر فبراير الماضي بمرور 45 عاماً على تأسيسه، وهي رحلة طويلة حافلة بالإنجاز تستمد عظمتها من عظمة ما تحقق منذ ولادة الاتحاد ولكن رؤية قيادتنا جعلت أي إنجاز تحقق مجرد بداية لتحدٍ جديد وانطلاقة لتحقيق منجزات أكبر وأهم، مضيفة أنه ورغم كل ما تحقق فإن ذلك انطلاقة للمرحلة المقبلة ذات الأهمية الخاصة لأنها تتطلب مجلساً متوافقاً مع احتياجات المستقبل يجمع بين الدور الذي رسمه المغفور له بإذن الله الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" عند إطلاق المجلس وبين الدور العصري الذي رسمته قيادتنا الحكيمة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله).
الطريق لمجلس المستقبل
ذكرت سعادتها أن جوهر دور المجلس الوطني الاتحادي حددته الكلمات الأولى للوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" خلال خطاب افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الأول للمجلس، حيث قال:" إن جماهير الشعب في كل موقع تشارك في صنع الحياة على تراب هذه الأرض الطيبة، وفي بناء مستقبل باهر ومشرق وزاهر لنا وللأجيال الصاعدة من أبنائنا وأحفادنا"، وكذلك كلماته  في افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الثالث "إن مسؤولية بناء النهضة في هذا البلد لا تقع على عاتق الحكومة وحدها لكن الشعب الذي تمثلونه يشارك في هذه المسؤولية ويشارك بالرأي والفكر والمشورة وبالعمل الدائب والجهد الخلاق والتعاون المخلص".
المجلس الوطني الاتحادي وتعزيز نهج الشورى وتحقيق رؤية القيادة وتطلعات المواطنين
وأشارت سعادتها إلى أن المجلس الوطني الاتحادي منذ عقد أولى جلساته في 12 فبراير 1972م يعد شريكا في بناء الوطن وفي بناء دولة القانون والمؤسسات وتعزيز نهج الشورى ومشاركة المواطنين في صنع القرار وتمكينهم من المساهمة في مسيرة التنمية والتعاون البناء مع الحكومة، بالإضافة إلى الدور التشريعي الهام جداً. متسائلة " كيف نقرأ هذا الدور اليوم.
وقالت إن مخرجات العمل البرلماني لابُد أن تناسب احتياجات الدولة والمجتمع في العصر الرقمي وعصر حكومة المستقبل وعصر المدينة الذكية، لذا مهمتنا خلال المرحلة المقبلة الانتقال بهذا الدور الذي مارسه المجلس بجدارة على مدار 45 عاماً مضت إلى مرحلة ممارسة العمل البرلماني بأسلوب وآلية عمل مبتكرة تواكب رؤية القيادة المستقبلية، وهو ما بدأناه فعلاً بوضع المجلس استراتيجيته البرلمانية للأعوام 2016-2021م التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة".
وأضافت "أصبحنا اليوم نبتكر في تشكيل دور مستقبلي للبرلمان ونضع هذه الابتكارات لتكون نموذجا يحتذى، وذلك بقيادة خير خلف لخير سلف في إيصال الإمارات لأعلى المراتب بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله- وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد  الأعلى للقوات المسلحة.. ولأن العمل الذي لا يمكن قياسه لا يمكن تحقيق إنجاز فيه، قمنا خلال الدورة الحالية بالارتقاء بأدوات عمل المجلس، حيث أطلقنا رؤية ورسالة المجلس واستراتيجيته بالإضافة إلى اعتماد الخطة الرقابية للمجلس".
واستعرضت سليمان مقولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) التي قال فيها "إن المرحلة القادمة من مسيرتنا وما تشهده المنطقة من تحولات وإصلاحات تتطلب تفعيلاً أكبر لدور المجلس الوطني الاتحادي وتمكينه ليكون سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للمؤسسة التنفيذية، وسنعمل على أن يكون مجلسا أكبر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطنين تترسّخ من خلاله قيم المشاركة الحقة ونهج الشورى من خلال مسار متدرج منتظم قررنا بدء تفعيل دور المجلس الوطني عبر انتخاب نصف أعضائه من خلال مجالس لكل امارة وتعيين النصف الآخر بادئين مسيرة تكلل بمزيد من المشاركة والتفاعل من أبناء الوطن".
استراتيجية المجلس الوطني الاتحادي 2016-2021
وتطرقت سليمان إلى رؤية الإمارات 2021 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي في العام 2010، والتي استقى منها المجلس الوطني الاتحادي الدعائم الرئيسية للاستراتيجية البرلمانية للأعوام 2016-2021م، لافتة إلى أن رؤية الإمارات 2021 هي استراتيجية وطنية لتصبح الإمارات ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد. ولترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس، تم تقسيم عناصر الرؤية إلى ستة محاور وطنية تمثل القطاعات الرئيسية التي سيتم التركيز عليها خلال السنوات المقبلة في العمل الحكومي. وهي متحدون في المسؤولية ومتحدون في المصير ومتحدون في المعرفة ومتحدون في الرخاء. ومجتمع متلاحم محافظ على هويته ومجتمع آمن وقضاء عادل واقتصاد معرفي تنافسي ونظام تعليمي رفيع المستوى ونظام صحي بمعايير عالمية وبيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة.
ثم عرضت سليمان "مئوية الإمارات 2071" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، موضحة أنها "خطوة أخرى للإمارات تجعلنا نسبق حتى المستقبل متجاوزين كافة أنماط التخطيط التي تعرفها أي حكومة في العالم وهو أمر أصبح جزءاً مما يترقبه العالم من وطننا. والمجالات التي تشملها المئوية (التعليم والاقتصاد والتطوير الحكومي والتماسك المجتمعي) هي حجر الأساس للرخاء المجتمعي. ونحن كأعضاء في المجلس الوطني الاتحادي سنضع المئوية نصب أعيننا وسنسعى لتضمينها في استراتيجية عملنا لنكون عنصراً فاعلاً في تحقيقها، وبينما تشكل الرؤية فرصة لتحقيق رؤية أفضل هي في الوقت ذاته مسؤولية يجب على الجميع بذل كل ما بوسعه وبشكل مؤسسي لتحقيقها بحيث يجني أبناؤنا وأولادهم ثمارها".
وتابعت أن "المجالس الاستشارية للشباب في كافة القطاعات ودورها في تطوير استراتيجية وطنية لتعزيز سمعة الدولة هي مرة أخرى منصة تضع عبرها قيادتنا الرشيدة مستقبل الشباب وتميز وطننا بين أيدي جيل المستقبل وهو أمر يشكل علامة فارقة في أسلوب قيادتنا الحكيمة ورؤيتها".
ثم تحدثت سليمان في كلمتها "الأجندة الوطنية للشباب"، وأن المرحلة المقبلة عنوانها المئوية ورؤية 2021 وتمكين الشباب والاستثمار بهم، مستعرضة مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد التي قال فيها "شباب الإمارات هم حاضر دولتنا ومستقبلها المزدهر، فهم مخزون طاقتها ومصدر ثروتها وقلبها النابض بالحيوية والنشاط نحو مزيد من التقدم والرخاء لمجتمعاتنا، وبهمتهم نصنع مستقبلاً مشرقاً ونحقق أعلى المراتب والمراكز على مستوى العالم، واليوم نرسم مستقبل دولتنا، حيث نستثمر ثرواتنا ونوجه جهودنا وخططنا نحو تطوير قدرات ومهارات شبابنا، فهم مقياس تقدمنا ومحرك لعجلة التقدم والبناء".
نضج الدبلوماسية البرلمانية
وذكرت سعادتها أنه خلال الفصل التشريعي السادس عشر هناك نضج للدبلوماسية البرلمانية، بحيث تم التركيز على تحقيق التكامل بين الدبلوماسية البرلمانية والدبلوماسية الرسمية من خلال التركيز على الدور الفاعل للجان الصداقة البرلمانية وتنظيم برنامج مكثف من الزيارات البرلمانية للمساهمة في ترسيخ الصورة المشرقة لدولة الإمارات وتبادل الخبرات والاطلاع على أفضل الممارسات البرلمانية العالمية وفي الوقت ذاته لعب الدور الذي يليق بدولة الإمارات في تشكيل خارطة القوى البرلمانية الإقليمية والعالمية.
وتابعت أنه "ليس غريباً على الإمارات استضافة أهم الفعاليات في العالم وحتى أن استضافتنا للفعاليات أصبحت معياراً لقياس التميز في تنظيم الفعاليات عالمياً ( Benchmark). ولكن كان لابُد من علامة فارقة في المجال البرلماني وهو ما تحقق باستضافة (القمة العالمية لرئيسات البرلمانات) التي كانت إنجازاً وطنياً ووساماً على صدر كل إماراتية وإضافة إلى سجل الإمارات الحافل باستضافة أهم الفعاليات العالمية، فالإمارات اليوم لا تكتفي باستضافة الفعاليات بل تضيف لها بُعضاً غير مسبوق من حيث حجم الانعقاد والأجندة الثرية وعدد المشاركين.‬ وفي نظري نجحت الإمارات عبر استضافة القمة بالدعوة للانتقال بالعمل البرلماني من المساهمة في صياغة مستقبل الدول إلى صياغة مستقبل العالم وبل إدارة دفة التغيير بما يتناسب وتحديات المستقبل.‬"

قمة رئيسات البرلمانات
وأكدت سعادتها أن قمة رئيسات البرلمانات كانت منصة عالمية وشهادة حية بأن المرأة ركن استراتيجي في صناعة وصياغة القرار الدولي وأن أدوار المرأة لاحدود لها سوى عزيمة المرأة ذاتها وكان للمرأة بشكل عام والبرلمانية بشكل خاص في القمة مسؤولية صياغة المستقبل تحت عنوان "متحدون لصياغة المستقبل". منوهة بأن الإمارات ساهمت من خلال القمة بتأكيد أن دور المرأة في البرلمانات حول العالم لم يعد يقبل القوالب التقليدية مثل المساواة بين الجنسين أو إدماج المرأة في العمل البرلماني، بل أصبح بجدارة يتولى صياغة حاضر ومستقبل الدول، والانتقال بهذه القمة إلى تولي مهمة صياغة ما يعين المجتمعات حول العالم في الاستعداد للمستقبل ومواجهة التحديات.‬

عضو المجلس الوطني المستقبلي
وفي الشق الثالث من كلمتها الذي يحمل عنوان (عضو المجلس الوطني المستقبلي) أفادت سعادة عزة سليمان عضو المجلس الوطني الاتحادي أن كل ما سبق من التطوير الحاصل على آلية عمل المجلس والاستراتيجيات وتطوير الأدوات التي أشارت إليها سابقاً مهم جداً، ولكن الأهم يتوقف علينا نحن كأعضاء المجلس الوطني ودورنا في تفعيلها وترجمتها لنتائج.
وتطرقت لهذا الموضوع من زاويتين هما: الأعضاء اليوم والجهود المبذولة من قبلهم كبرلمانيين، وتصورها لعضو المجلس الوطني المستقبلي.
وفيما يتعلق بالزاوية الأولى الخاصة بالأعضاء اليوم والجهود المبذولة من قبلهم كبرلمانيين قالت سعادتها "في البداية لا بُد من التذكير أن رؤية القيادة الرشيدة لاستشراف المستقبل لم تعد تكتفي بالأدوار التقليدية لمؤسسات الدولة وسلطاتها سواء أكانت الحكومة أو المجلس الوطني الاتحادي وكذلك غيَرت مفهوم العمل الحكومي بلا رجعة، وجعلت الإيفاء بمتطلبات المستقبل منذ الآن وتحقيق سعادة ورخاء المجتمع العنوان العريض لكل ما يندرج تحته من أبجديات العمل الرسمي. لذا في رحلتهم لاستشراف المستقبل طوَر أعضاء المجلس الوطني الاتحادي أدواتهم واستثمروا التطور الرقمي في توسعة قنوات التواصل مع المواطنين وأصبح بإمكان أي فرد الوصول لعضو المجلس عبر قنوات التواصل الاجتماعي، عدا القنوات المتاحة عبر الموقع الإلكتروني المطور للمجلس".
وتابعت "حتى أن الحملات الانتخابية لمرشحي المجلس كانت متركزة في قنوات التواصل الرقمي مقارنة مع الاهتمام بالإعلام التقليدي في الماضي، وعلى سبيل المثال نجح زميلنا سعيد الرميثي بدخول قبة المجلس من خلال ثقة متابعيه على قنوات التواصل الاجتماعي. وقد وظفت أنا هذه القنوات خلال ترشحي خلال عامي 2011 و2015. وسيراً على خطى قيادتنا الرشيدة لاستشراف المستقبل تركز اهتمام الأعضاء على تلمس احتياجات الناس وقضاياهم من خلال التواجد في الميدان والمجالس والزيارات الميدانية. ولكن هل يكفي هذا لتلبية احتياجات المستقبل واستشرافه؟ بالطبع لا لأننا كأعضاء للمجلس الوطني مطالبين بتطوير قدراتنا وأدواتنا باستمرار بالانسجام مع استراتيجية المجلس 2021 لنكون جزءاً فاعلاً في تحقيق رؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات".
وفيما يختص بالزاوية الثانية الخاصة بتصورها لعضو المجلس الوطني المستقبلي ذكرت سعادتها "هنا لابُد أن نستحضر مسألة جوهرية ذكرها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في إحدى مقولاته ألا وهي (ليس المال أو الموارد هي التي تصنع الفرق في العمل الحكومي بل الأفكار هي التي تضعنا في المقدمة). وحتى نتمكن أنا وأنتم من وضع تصور لملامح عضو المجلس المستقبلي في إطار سعينا لاستشراف المستقبل لابُد أن ننظر لأسلوب الحياة ومكونات الحياة المادية والاجتماعية بحلول 2021."
دورنا في استشراف المستقبل
وفي الجزء الرابع والأخير من كلمتها قالت سعادة عزة سليمان "قبل أن اختم ورقتي لابُد أن نذكر مقولة تصف استشراف المستقبل لـصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله عندما أطلق الأجندة الوطنية للشباب، حيث قال:"شباب الإمارات هم حاضر دولتنا ومستقبلها المزدهر، فهم مخزون طاقتها ومصدر ثروتها وقلبها النابض بالحيوية والنشاط نحو مزيد من التقدم والرخاء لمجتمعاتنا، وبهمتهم نصنع مستقبلاً مشرقاً ونحقق أعلى المراتب والمراكز على مستوى العالم، واليوم نرسم مستقبل دولتنا، حيث نستثمر ثرواتنا ونوجه جهودنا وخططنا نحو تطوير قدرات ومهارات شبابنا، فهم مقياس تقدمنا ومحرك لعجلة التقدم والبناء".
وتابعت سعادتها "دورنا في استشراف المستقبل يندرج في جزئين، الأول أنه رغم الجهد المميز الذي يبذله المجلس في التواصل المجتمعي إلا أن الفترة المقبلة تتطلب المزيد من الابتكار في التواصل بين المجلس والمجتمع ليكونوا في أعلى جاهزية لاستشراف المستقبل. وممارسة الأعضاء لدور سفراء العمل البرلماني بين جيل الشباب ومحاولة نقل هذه الخبرات للشباب على مقاعد الدراسة من خلال الفعاليات التي تستهدفهم. وهذا ما انعقدت الخلوة البرلمانية لأجله وأثمر استراتيجية المجلس الوطني 2016-2021 وكان من ثماره مبادرة الجولات الميدانية لأعضاء المجلس الوطني الاتحادي في رأس الخيمة والفجيرة ضمن برنامج مستدام سيشمل كافة الإمارات ضمن جهودنا لاستشراف المستقبل".
وأفادت أن الجزء الثاني مرتبط بالسعي لاستشراف المستقبل، من حيث أنه لابُد أن نستذكر المقولة القديمة المتجددة وهي (العلم في الصغر كالنقش في الحجر)، فإذا أردنا أن نؤسس للمجلس الوطني المستقبلي منذ اليوم لابُد أن نستحدث فصلا ضمن مناهجنا بعنوان الثقافة البرلمانية تهدف إلى التعريف بدور ومهمة المجلس الوطني الاتحادي، وهي توصية آمل تضمينها في التوصيات المنبثقة عن المؤتمر. وما نحتاجه هو أن يكون عنوان كل ما نفعله هو خلق القدوة الحسنة كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال حديثه للطلبة في مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل: (أنا من المتفائلين جدا بالسنوات الخمسين المقبلة مع العلم بأننا في منطقة صعبة فيها تحديات ووجهات نظر مختلفة .. لكنني مقتنع بأن الإمارات مثل النور في أرض مظلمة.. الإمارات قدوة حسنة.. وأنا لا أزايد.. أنا أقول أرقام والأرقام لا تنافق .. دولة الإمارات بغض النظر عن التحديات قدوة حسنة لمنطقة الشرق الأوسط .. فخلال السنوات الـ60 التي مرت.. كم رسالة إيجابية خرجت من منطقة الشرق الأوسط للعالم؟ بلادكم ترسل كل يوم رسالة إيجابية للعالم).
واختتمت سعادة عزة سليمان عضو المجلس الوطني الاتحادي كلمتها التي حملت عنوان (استشراف المستقبل في العمل البرلماني) بالتفاؤل، داعية أن يكون منهجنا اليومي في أداء مهامنا الإيجابية الممزوجة بالابتكار وأفضل طريقة لمواجهة التحديات، وأن نواجه كافة المواقف بالتصميم على الإنجاز واستثمار الفرص الكثيرة التي أوجدتها القيادة الإماراتية في الإمارات لنا، والمناخ المستقبلي الذي نعيشه منذ اليوم.
وأضافت "نحن كمجلس وطني اتحادي نؤمن أن المستقبل أصبح حقيقة في دولتنا الحبيبة منذ اليوم، لذا لابد من تكامل الأدوار بين السلطات والتنسيق لنكون قادرين على استشراف المستقبل ومواجهة التحديات وتحويلها لفرص".
واستعرضت سعادتها مقولة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية التي أكد فيها "أهمية توحيد الجهود وتعزيز منظومة الحوكمة التي تضمن التكامل بين السلطات الرئيسية الثلاثة في الدول، للخروج بتوصيات وحلول لأهم التحديات التي نواجهها في عالمنا اليوم، ولنتعاون للوصول إلى فرص وابداعات من خلال التحديات.. عقيدة تكاملية تستخدم أساليب وأدوات تسمح لها بتسريع وتيرة العمل وتختصر السنوات إلى أسابيع أو أيام لاتخاذ قرارات حاسمة، فتحقيق التكامل يعد هدفاُ بحد ذاته".

روابط مفيدة

أعلى الصفحة